:::- يَارَبْ -:::
ما أكثر يتمنى فيها اللحظات العابرة في حياةِ الإنسان
لو لم يُولد أو يتمنى
أن تنشقَ الأرض وتبتلعه
ليتخلص من مواجهةِ بعض المصاعب
التي لم تكُن بالحُسبان
والتي ما خٌيٍّل إليه يوماً أنَّ بالإمكان
تعرضَه لها أو مواجهتها
هذا الإحساس هو تماماً ما شَعرت
" بـه " في ذلكـَ اليومِ المشؤوم .
:::- يَارَبْ -:::
ما أصعب أن تعيشَ وحيداً غريباً
موجوعاً بألآم البُعد والفِراق والنّوى
مألوماً بداء الوحدةِ القاتلة
لا تجد دواءً إلا مسكناتٍ من ذكرياتٍ جميلة
ودموعاً حارة تُطفيء بعضاً من نار القلبِ
المشتعل ألماً وحُزنا
تُحاول أن تهربَ من ألمِ الحاضرِ المرير
إلى ذكرياتِ الماضي الجميل
فتجد نفسكـَ تعيشُ في كُنت وكُنا
وتسأل نفسكـَ في النهاية متى متى ؟!
:::- يَارَبْ -:::
تعود إلى الله ترفعُ يديكـَ إلى السماء
ويلهجُ قلبُكـ بالدعاء
ياربْ يامن رفعتَ السماء
يامنْ بسطتَ الأرض
يا منْ خرّت لقوتهِ الجبال
يامُنزّل القرآن ومعلّم الإنسان
ياربْ يارحمن فرّج الكروب
واسترْ العيوب واغفرْ الذنوب
واجمع على محبتكـَ وفيكـَ القلوب
ربِّ لا تذرّني فرداً وأنت خيرُ الوارثين
:::- يَارَبْ -:::
إلهي ليس لي إلاكـَ عَوناً
فكُنّ عَوني على هذا الزمانِ
إلهي ليس لي إلاكـَ ذُخّراً
فكُنّ ذُخري إذا خَلَت اليدانِ
إلهي ليس لي إلاكـِ حُِصناً
فكُنّ حِصني إذا رامٍ رَمَاني
إلهي ليس لي إلاكـَ جاهاً
فكُنّ جاهي إذا هاجٍ هجاني
إلهي أنتَ تعلمُ ما بنفسي
و تعلمَ ما يجيّش به جَناني
فهبْ لي يارحيمُ رضاً و عفواً
إذا ما زَلَّ قلبي أو لِساني
إلهي ليس لي إلاكـَ عِزاً
فكُنّ عِزِّي و كُنّ حُصن الأمانِ .
:::- يَارَبْ -:::
يهدأُ قلبُكـَ وتجف دموعكـَ
وصوتٌ جميلٌ ينبعث في قلبكـَ
يقول : " لا تقولوا وداعاً بل قولوا إلى اللقاء "
إن لم يكُنّ فوق الثرَى فبجنةِ ربِ السماء
فيترددُ صدى صوتِه في أنحاء صدركـَ
فتنزلُ سكينةٌ غريبة وتشعُر ببرودةٍ جميلة
في صدركـَ كأنما نارٌ وقدْ نزلَ عليها المطر .