السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:: جماليات الأسلوب القرآني ::
هو عنوان لأحد المقررات التابعه لقسم اللغه العربيه وهي من المقررات الجديده في الكليه ، المقرر سهل مبسط جدا لكونه مادة اختياريه جمعها دكتور المادة من عدة مصادر مذكوره في المقرر
سأنقل هنا بعضا من هذه الفوائد بالإضافه لبعض اضافات وشرح دكتور المادة نفسه
- وقد أضيف بعض آرائي الشخصيه في الموضوع
سأتناول بإذن الله بعض من المقتطفات والفوائد ( من غير ترتيب ) من هذه الماده الجميله والمقرر الأكثر من رائع مع بعض التصرف
:::::::::::::::::
التقديم والتأخير
* تداول التقديم والتأخير بين كلمتي الجن والإنس
- قال تعالى في سورة الأنعام ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن )
- وقال تعالى في سورة الرحمن ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بلسطان )
ففي الآيه الاولى قدم ذكر ( الإنس ) وفي الثانيه قدم ذكر ( الجن ) وعند التأمل
في الآيه الأولى قدم الإنس لكون موضوع الحديث مناسبا لذلك فالموضوع هو بيان أعداء الأنبياء ومن البين أن شياطين الإنس أكثر تعرضا لأهل الحق من شياطين الجن
وفي الآيه الثانيه عكست المسأله فقدم ذكر الجن على الإنس وعند تأمل المعنى نجد أن السر يكمن في درجة العلم المحكم الذي يمكن أحد الطرفين من النفاذ في السماء والخروج من الأرض ومعلوم أن علم الجنفي هذا المجال أوثق من علم الإنس ومن ثم قدم الذي هو أعلم وهو الجن لأنه أقدر من الأنس .
-( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) النحل 78
- ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) سورة البقرة
نلاحظ أن الترتيب بين ( السمع – البصر – الفؤاد ) اختلف كل مره حسب مقتضى الحال
ففي الآيه الأولى لما كان مقتضى الحال بيان نعمة العطاء الرباني من جهة وبيان أهمية ما ترتب على هذه النعمه من تحمل المسؤلية من جهة ثانيه ، فذكر السمع أولا ثم البصر ثم الفؤاد
أما في الآيه الثانيه ، أي عندما ينضج الإنسان وتكتمل دورة النمو ويصل إلى مرحلة التكليف الشرعي يصير العقل أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان ومن ثم يكون ترتيبها
كما يلي : فؤاد + سمع + بصر
وعلى هذا الأساس نجد الآيه في حالة ما إذا كان مقتضى الحال هو بيان خطر السلب للنعم تترتب فيها تلك الكلمات الثلاثة حسب أهمية الجوارح الثلاثة
وخلاصة القول : إن القرآن الكريم في هذه المسألة يوظف هذه الكلمات الثلاثه دائما وبصفة مطردة لا تتخلف أبدا بحسب مقتضى الحال ، فإن كان الحال هو بيان عطاء النعم قدم السمع ثم ثنى بالبصر وأخر العقل ، وإن كان مقتضى الحال هو بيان سلب النعم عكست المسأله فقدم العقل وأخر السمع ) . انتهى
- وأيضا مما يضاف لذلك أن الآيه الثانيه تكلمت عن الختم والختم إنما يكون للفؤاد أو القلب فالإنسان قد يسمع ويبصر حسيا ولكن قلبه مختوم لذا ففي معرض الحديث عن الختم ابتدأ بذكر الختم على القلب لأنه الختم الحقيقي وأول ما يبتدأ به قبل الختم على السمع والبصر
- وأيضا الآيه الأولى في سورة النحل توافق ما توصل له العلم من أن أول حاسه تخلق للجنين وهو في بطن أمه حاسة السمع فناسب سياق الآيه أن يأتي بها أولا لإتيانها أولا عند خلق الجنين .
والله أعلم